الجمعة، 28 مارس 2008

رسالة إلي الخليفة ...بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب

سيدي الخليفة:

الى مجلس الخليفة ..الحافظ لحدود الله ،، وملاذ عباد الله ،،اللهم أجعل شمس دولته ..نيره على الكمال . واحفظها عن سمت الزوال . ودمر اعداؤء بسيف الشريعة الاحمدية ..

أخط إليك هذا الرسالة .من فسطاط مصر العامرة... بكل الغضب والعنوان .. وكل مجد التاريخ لشعب رفض الذل دوما .. ولم يعرف إلا الشمم والشموخ طريقا .. هاهو .. مخاض الغضب .. سيدي ..مصر تغلي اليوم .. ما بقي على لقاءنا معك إلا أيام قلائل من عمر الزمان .. ها قد آن الأوان لرجوعك .. إلى قصر الخلافة .. كي تمسح على رؤوس اليتامي .. وتطلق السجناء ..وتحمل على ظهرك الزاد لبيوت الفقراء .. هاهي( الله أكبر )تدوي في فضاء القاهرة .تمزق لها الحناجر و غمام السحب. إلهنا معك على العهد والوفاء . لن ننقض العهد ولن ننكص على الأعقاب .. نؤمن بك.. وننزع من يكفرك
سيدي الخليفة :
انها شعوب( لا اله الا الله ) المسكونة بالثورات .. ففي أصول الفقه كانت العبادة بمعنى التذلل والخضوع .. ولا اله الا الله معناها .. لا تذلل ولا خضوع إلا لله .. هذا هو الدرس الأول للأنبياء .. (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء : 25 ) وهكذا كان محور تفكير الثوار ..من بعدهم .
سيدي وها نحن .. بعدما مرت بنا أسوا مراحل التآمر في التاريخ على مصر .خيانة وتصهينا .. . بعدما تآمروا عليها ..و.تآمروا على الإسلام والقرآن والمسلم .. حتى على كلمة الحق الممجد ( كلمة الله) من على المآذن قد تآمروا عليها ....
سيدي ها قد أن الاوان . و بالرغم من كل طعنات بروتس.. تنتفض ... ونعقد اليوم البيعة ..فالعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ..

هذا الوطن العظيم الذي كان مهد المجد والحضارة منذ فجر التاريخ
ما كان له ان ينام على ضيم او تجرع كأس الذل .. قد آن الاون بكل الغضب أن يرحل كل من تآمروا بليل على هذا الشعب العظيم .. ودين الله في مصر ..كان لابد أن يرحل كل الخونة كان إلى مزبلة التاريخ .. فما بكت عليهم السماء وما كانوا منظرين .. !!
وهاهو د عبد الخالق زهران .. يصرخ ..الى متى سيظل كلاب الرئاسة ينهشون الوطن؟؟الى متى سيظل النخاسون فى الرئاسة يبيعون الوطن؟؟،
الى متى سيظل القوادون فى الرئاسة يغتصبون الوطن؟؟
نعم .. هي صرخات كانت .. واليوم كان الصدى ..
هاهي القاهرة ..التي كانت تنتظر على مرور ليلها الطويل ..إشراقه عز .. ويوم مجد .. تنتظر ..هذا الفجر الساطع ،، والرعد البارق في ليل الذل . في إعصار من الهيجان والطوفان الهادر يعصف بالطغيان .. والموج المتلاطم من البشر .. يطالب ما فيا السلطة بالرحيل . مصر اليوم كلها روعة الأمل .. في الغد الأتي .. ليوم غضب .6 ابريل .. يوم به هتاف .يصم آذان الكون .. ويطبق الأفاق هاهو غبار الطرقات في القاهرة ينتفض ،،وطوب الشوارع في القاهرة يتمرد .. والحناجر تتمزق . وهكذا .صمت السكون ينتابه العنفوان ...
6 ابرايل يوم عاصف في سلسلة الزمان .. تميد الأرض به من تحت أقدام الطغيان . ويزلزل عرش فرعون .. فلكم حلم رجال الفكر أن يأتي الطوفان بطفل .. يكون لفرعون عدوا وحزنا ..
وهاهو كل الشعب كله كان لفرعون و.. وما حوله من الجلادين وكل حملة السكين . –عدوا وحزنا - الغضب الهادر يمتد ..في أزقة القاهرة وحواريها وشرفاتها ..ونوافذها ونهر النيل .. الذي كان دوما شرابا للصابرين وحسرة على آل فرعون والكافرين ..
هاقد جاء يوم الغضب والحرية وتسطير التاريخ بشعب تعود ألا يبخل في سبيل المجد .. مصر خير أجناد الارض .. في يدها مفاتيح صناعة التاريخ من جديد لم تكن 6 ابريل عبئا على روزنامة التاريخ .. بل كانت رمزا لمجد امة وعز الاسلام ..
سيدي الخليفة : ها نحن اليوم بصدد ..يوم مشهود يتوقف له الزمان ..نعم فبمجيء كل نبي تحدث خلخلة في الزمان ويعيد الأنبياء ترتيب الاوراق تبع لمنهج السماء .. ومضى الأنبياء وتركوا من خلفهم للثوار نورا يضيء درب السائرين .. مضى زمان الأنبياء وها قد ومن الثوار .. وليقف العالم على رجل واحدة .. أن مصر ما زال بها هذا النوع من الغضب وما زال قومها أحياء
كيف بعثوا من بعد الموت ..كيف انتفضوا من تحت الركام ..أنه الظلم والقمع .. كيف انتفضت المباديء العليا من داخل قبور الاجساد . وكيف يصل الثائر بنفسه الى قمة نفسه ..انها الحرية .. أجل مصر ما زال بها هذا الرائع من العنفوان .. وبارقة الأمل للمنطقة و للدنيا بأسرها ..مصر التي راهنوا على موتها كثيرا .. وهكذا بعد ان ترحل سياسة النطح والحوافر .. والأصفاد والأغلال والسجان والتعذيب .. والهوان والتجويع .. إلى غياهب النسيان .. وذمة التاريخ . تتبعها اللعنات...يأتي يوم جديد .. فبعد كل كربلاء حياة جديدة ..
6 ابريل قادم ليحاكم عصابات اللصوص والمافيا ..سرقت الشعب واكلت لحمه نيئا في السجون والمعتقلات .. ولكن ما أروع أن تصرخ في وجه الجلاد ..
هاهو ..الموج الهادر الكل يرمي قلبه في المزدحم .. فيمحو عن الشعب عار الصنم ،، ويجعله عبرة للأمم .. ..درس الأنبياء الرائع من العزم والصلابة واللاتراجع ... موسى في مواجهة فرعون .. ويحي في مواجهة السكين .. ومحمد في وجه جبابرة العالم .. أنه لا خوف .. ان الخوف شعور زائف لا ترهبه الشعوب .. وهاهو الشعب المذبوح .. لا يخاف الرصاص .. وهاهي العين تواجه المخرز .. وينتصر الدم السيف .. ولا يضير الشاة السلخ بعد الذبح .. فلقد شبع الطغيان بعصاباته فينا سرطانا وذبحا . على مرور ثلث قرن .. وولغ الى اشداقه فينا دماءتا بأمن الدولة ... وها قد جاء يوم القصاص ..مسكين هذا الطغيان . ولم يعرفوا .. ان أول ما يزيل الملك ويهوي بالعروش سفك دم الأبرياء..وصرخات المظلومين تحت السياط التي كانت تصعد كالبرق دوما الى السماء . تشكوا إلى الله فيم قتلوني ؟ وفيم عذبوني ..؟. فيقول المولى بعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ..
هاهو يوم الغضب .. الذي طالما حلم الشعب البائس دوما ..بسطوع فجر واشراقة صبح . وانتفاضة ثوار .. . وكسر القيود .فهذا الشعب .تلظى بمرارات الطغيان .. أن هناك ملايينا من ذويهم .. ذبحوا على نصب فرعون والتصهين ولصالح الموساد .. وهناك من هم بالسجون والمعتقلات .. يرقبون .في ليلهم الطويل . الله أكبر وصهيل .حيل ..وجدران السجون الى حطام ..

هاهي مصر الني راهن الأوغاد على تركيعها لغير الله .. ستوات .. هاهي مصر التي سرقوا منها النهار وسرقوا قوتها وكسرة الخبز من فم الفطيم ،
مصر التي سرقوا منها حتى الدموع .. وكيف تبكي عيون سرقوا منها المدامع ..
، مصر تنتفض ثورة وغضا وعنفوان ..
هاهي مصر بين مسكين يبحث عن الفتات في صناديق القمامة .. وحرة تبيع قرطها لتشتري حذاء وفانلة وخبزا لاينها العاري الجسم والقدمين،، تزج بطفلها في المظاهرة وتقول له لا ترجع إلا بعد ان يرحل .. الجلادين .. هاهي مصر تلتهب غضبا ..على من ركّعوها .. لغير الله ..
وهاهي الأم بقيت تنتظر فجرا لأبنها الغائب في سجونهم من سنوات طوال .. كي تحتضنه في لهفه وتمسح من على دموع وجه عذابات أمن الدولة ووادي النطرون ..هاهو الاب يحتضن ابنه الشاب الذي اختطفه منه يوما فرعون كي يربيه في أبو زعبل على طريقته الخاصة بالطواف حول صورة فرعون .
هاهي مصر تستعد ،، بوجهها الذي لم يعرف سوى الحزن و الدموع زهاء ثلث قرن.. بعدما ..سرق اللصوص بسمة النهار من على الشفاه .. وطاردوا الضحكة في زوايا الطرقات .. ووضع الأمل على أعمدة المشانق .. وقرارات المحاكم العسكرية .
هاهي مصر تنتظر ..وهاهي على الموعد .. ليتتفض من سكنوا المقابر.. الى ميدان رمسيس , والتحرير., وتهتف في وجه الجلاد .. لم فعلت بنا كل هذا ..؟! ولصالح من .. حرمتنا من العيش الكريم . ؟! مصر كلها على الموعد .. وهتاف المآذن على الموعد ،، المحاريب القديمة التي تحمل عبق السنين ومسك التاريخ ونور القرآن .. اليوم على موعد .. موعد مع آذان الفجر الرائع وتكبيرة ثوار تمزق سماء القاهرة .. أن ارحلوا .. ألا بعدا لعاد كما بعدت ثمود .
قد كفانا من مساء يدعي أن نور الصبح من آياته . .
سيدي الخليفة .. هاهو الفجر القادم .. ضحكة الحياء ترتسم على وجه الصبايا ،، وبسمة الغد على ثغر الأيتام .. بأن فرعون قد غاب ،، فرعون الذي جعل من الشعب أضحية تهرق دماءها على مذبح صهيون والطغيان ....
ما أصعب أن يصادر فرعون الأمل في وجه الشباب .. فيفرون من الموت الى الموت .. ويتركون له الساحة او ينتحرون تحت المترو ..
أجل انه المخاض .. حيث الثورة تولد من رحم الأحزان . قالوا في الغرب ان كل جيل في اشد الحاجة لثورة جديدة .. وهتف بها بن ابي جويدة في قصيدة لم تلبس الكفن بعد .. متى تغضب ..!!
وهاهو الغضب .. في شرايين العاملين .. وهاهي الثورة والتحدي في عيون الأطفال .. وبسمة الصبايا .. ووجه أمي الغائب ..
يقلب الموظف المسكين الجريدة .. ليجد وجوها غير الوجوه .. وأسماء غير الأسماء .. فيذهب الطبل الأجوف .. والخيانة المبطنة .. ليحل مكنه رعد السنين وقصف الدهور ..
مصر لم تمت وكلا لن تموت ،، كلا .. انه اليوم تنتفض .. انتفاضة الغضب بكل قهر السنين ودموع الليالي .. نحو الفجر الباسم .. نحو تكبيرة تملأ الشوارع من الأزهر .. حتى ميدان التحرير .. حتى ميدان الجيزة .. حتى ميدان باب اللوق .. والدقي ،، إلى رمسيس .. إلى مدينة المحلة الى المنصورة .. الى دمياط الى الاسكندرية ..الى كفر الشيخ .. الى طنطا ..تخلع الطغيان .. والى بئس المصير .. !!
انه يوم الهيجان و الغضب الشعبي . الذي راهن عليه الثوار .. من جيفارا الى البنا الى ما تسي تونج الى هوشي منه الى الحسين .. . والذي لا يبقى بعده مجرد أثر للطغيان ..
سيدي :
قال صهيون يوما .. وقالها .. كيسنجر .. كبروا على مصر أربع تكبيرات .. وهاهي اليوم تنتفض فزال القبر والكفن . كما قال المتنبي :
كم قد قتلت وكم قد مت عندكم ****ثم انتفضت فزال لقبر والكفن
ها قد جاء يوم الغضب ..ياسيدي .. !! فاهنأ واستعد للقاء ..
واسلم لأمتك يا خليفة ..

ليست هناك تعليقات: