الجمعة، 28 مارس 2008

حينما تنتفض حمم بركان الغضب في 6 أبريل ..!!الجزء الاول بقلم : عبد الرحمن عبد الوهاب

تقول مصر بكل فيها حذار حذار من ناري وغضبي .. انه الغضب .. النار تلتهم الهشيم .. كما قالها جيفارا في رسالة لكاسترو .. ان نار الغضب يجتاح اليوم كل أمريكا اللاتينية .. ومن قبل إنها مسيرة الأنبياء .. التي علمت ودربت الذهن البشري في ألا يركع إلا لله ..فلقد كان العبيد والجواري يركعون لأسيادهم قبل مجيء الأنبياء ..فيقوم الأنبياء .بالمعالجة العظمى للذهن البشري . وقلب الأوضاع رأسا على عقب ويتساوى بلال مع مقاما مع ابو لهب القرشي.. ولا فضل لعربي على اعجمي ولا لأسود على ابيض إلا بالتقوى .. ولا مجال لاستعباد الإنسان .. قام الانبياء من خلال لا اله الا الله ..في كسر هذا الحصار عن الذهن البشر وفك القيود عن العقول .. لتتشرب البشرية بالثورة و لتستمع بالحرية ..مسكونة بحس التمرد على الأصنام و الطغيان .. وتزداد حبا وتعظيما لإلهها العظيم .. بأنه عتقهم واي عتق .. من عبادة أصنام البشر والحجر .. ولم يختلف مرئيات الثوار عبر التاريخ عن هذا التصور .. انه لا ركوع .. وحذفوا الشطر الأهم من المعادلة وليتكيء جيفارا على عدم الركوع .فقط .قائلا من الأفضل أن تموت واقفا وألا تعيش ركعا على ركبتيك .. I prefer to die standing, rather than live on my knees. .. ولكن كانت الروعة في التصور الإسلامي .. أنها كم تكون تلك النشوة والروعة في الوجود أن يقول الله لك .. يا عبدي .كما قال الإمام علي .. كفي بي فخرا أن تكون لي ربا وكفى بي عزا أن أكون لك عبدا .. ذلك الخط الأهم الفاصل بيننا وبين تصورات الثورة في الإسلام .. والثورة في المذاهب الأخرى .
والاعتماد على الله وتغيير القاعدة الاجتماعية . (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ) (الرعد : 11 ) وكان لنا ان نتذكر محمود الزبيري الثائر .. حينما قال .. ( ان مهمتنا ان نمنع حتى الملائكة من مساعدة هذا الشعب لأن العار سيلحق به والى الأبد مالم يقم بنفسه بغسل العار .. )
ان روعة . الوجود ان تركع لله من جهة وتشمخ بوجهك في وجه الطغاة من جهة أخرى.. وهيهات أن تعطيهم صفقة السجود ..لأن السجود للطغيان إخلال بشروط التوحيد حتى وان كانت قبلة اليد التي قالوا عنها السجدة الصغرى ..عندما يكون الاستبداد أشد سوءا .. يكون هناك ثمة رد فعل مناهض أشد نبلا . حينما يصل الاستبداد بالشعوب ان يعتبروا الانتحار هو الخلاص . كما قال المتنبي :
كفى بك داء ان ترى الموت شافيا ***وحسب المنايا أن يكن أمانيا ..
. يكون هناك رد فعل بتدبير السماء .. ببعث الحياة في موات الشعوب وأذهان الجموع .. ويحولون كائنات الجماد و السكون الى كائنات ملؤها .. الغضب والحياة الروح .. و نزق الثوار ..ونبل الثوار.. وعنف الثوار ..كما هو قانون نيوتن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه .. Newton's third law states that every action has an equal but opposite reaction
هكذا عندما يكون الاستبداد أشد ولوغا في الدماء .. وانزلاقا في الوحل .. يكون هناك الثوار أشد نبلا . وارتفاعا عن حمأة الأرض والطين .. كان هناك مقوله[ لاوسكار ليفانت : ان ثمة خط رائع بين الجنون والعبقرية ، قمت محوته ].. وما بين الحياة والموت الخط الفاصل ألا وهو صناعة الثورة . أنها ما كانت بالأمس .. حينما رأى لويس السادس عشر الجموع حول قصره . فقالوا له انها ليست انتفاضة عابرة .. انها الثورة . كانت الصرخات تقول الخبز le pain le pain..فردت ماري انطوانيت لم لا يأكلون جاتوه .. وهذه المفارقة التي لا يعرفها الاستبد\اد انها يعيش في واد والشعب في واد آخر .. القصر يعيش الترف .. والشعب يتسول .. انها تساؤل ماري ولويس للشعب المطحون .. الذي لا يجد الخبز . يقول لويس عوض: لم يكن التاريخ كريماً مع الملك لويس السادس عشر, ولعل ذلك سببه أن التاريخ نادراً ماكان كريماً مع الفاشلين . فقد وصفه التاريخ بالتفاهة ونقص الذكاء وقلة الفاعلية . ويدل على ذلك أنه يوم أن أقتحم الثوريين الباستيل كتب في مذكراته "لم يحدث شىء"أُعدم بالمقصلة بعد أن أقتيد لها وهو في كامل أبهته كملك وزوجته ماري انطوانيت وبكل مظاهر الاحترام أركبوه عربته المذهبة وداروا به في باريس( بين شعبه الذي لم يحسن التعامل معه ).عُرف عنه عناده الشديد الذي تجلى في يوم الباستيل , وظهر في احتقاره للطبقة الثالثة يوم ميثاق ملعب التنس. كذلك رفضه للتصديق على الدستور المدني للكنيسه والقوانين الصادره . ومصادرة أملاك النبلاء الهاربين , ونفي رجال الدين الرافضين لأداء يمين الولاء لدستور الكنيسة المدني الذي يجعل من الكنائس تابعة للدولة لا إلى روما .
قالت لقد أزرى بك الدهر بعدنا فقلت**** معاذ الله بل أنت لا الدهر ..
انه الخط الفاصل بين جنون السلطة وعبقرية الثوار .. هذا أشد سوءا وذاك من جهة أخرى أشد نبلا .. يقوم الثوار بمحو الخط الفاصل ..
There's a fine line between genius and insanity. I have erased this line

ليست هناك تعليقات: